السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الاعضاء ..
أحببت ان انقل لكم قصة الشاب حسان الذي كان يقول : ما خلقت النار الا لي ..
القصة عن شاب اسمه حسان في بداية شبابه .. لم يترك شي من المعاصي الا و فعله ..
أليكم القصة .. واسمحولي على اي خطأ .. فأنا بشر و لست معصوم عن الخطأ ..
أجتمع ثلاثة شباب على الحق ، وكانوا لا يتركون شي الى و يسعون فيه الى الخير .
في إحدى الايام كانوا على موعد من القدر . موعد ليس كباقي المواعيد التي تعرفونها .
كانوا على موعد مع حسان ، في أحد الطرقات في الربع الاخير من الليل .
كانوا يقودون سيارتهم و إذا بشاب يمر مسرعا بسيارته . و يتوقف عند الاشاره .
ووقفوا بجانبه ، وسيارته تكاد ان تنفجر من صوت المسجل المرتفع .
واذا بالاشاره تشتغل واذا به انطلق مسرعا وكأنه يريد أن يلحق بشي مهمه جدا .
فقرروا الشباب الثلاثه ان يسعوا وراءه ، و فعلا فعلو انطلقوا وراءه يردون أن يوقفوه .
رأى حسان سياره خلفه تضيئ له بالانوار . فظن انهم مجموعة من الشباب يردون العراك .
فتوقف و خرج من السياره . وإذا به شاب مفتول العضلات طويل القامه .
وأخذ يصرخ عليهم ، خرج اليه الشباب ألقو عليه تحيه الاسلام .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
فقال حسان فنفسه من يردي العراك لا يبدا بالسلام . فقال لهم : ماذا تريدون ، قالو له : اتعرف فأي ساعة نحن الآن .
قال حسان : لا أعرف ، قالوا له : أنت في ساعة لا يرد فيها و لا دعاء ، انت في الساعة اذا دعوة الله بها دخلت الجنة .
ضحك حسان و قال : انا حسان ما خلقت النار الا لي . قالوا له : ان ربك واسع المغفره .. قال حسان : وكيف وانا لم اترك شي من المعاصي الا و فعلته و لم اترك باب من الفواحش الا و اتيته .. قالوا له : تعال و صلي معنا صلاة الفجر .
ذهب حسان معهم الى بيت قريب ، و تغسل و تطيب و خرج لصلاة الفجر .. وأثناء الصلاة قرأ الامام آيه ولم يسمع فالمسجد الا بكاء و انين شديد و كان مصدره حسان .. تأثر حسان كثيرا بهذه الايه . وعندما نفذ من الصلاة .
سأله الشباب ان يسكن . أجابهم : انا لم اذهب الى بيت اهلي منذ سبعة اشهر . ولا اعتقد ان اهلي يريدون ان يروني ..
أخذه الشباب الى بيته .. و عند البيت كان هناك عجوز يخرج من المسجد فقال حسان : هذا ابي و فذهب اليه الشباب ليخبرووه ان حسان قد تاب . عندما سمع العجوز قولهم : لم يصدق فالبدايه . ولكنه تأكد فأخذ يقبل حسان و يحضنه
و سقطت الدموع من الجميع . و اصبح الجو مأثرا جدا . اسرع العجوز الى البيت ليبشر ام حسان بتوبة ابنها .
عندما علمت العجوز فرحة فرحا شديدا لم يستطيع احد ان يصفه .. فرح الجميع لتوبة حسان .. وبعدما استقر الحال بحسان قال : ان عليه من الذنوب ما يعلمها غير الله .. ولن يستريح باله حتى يقطر كل قطره من دمه في سبيل الله ..
فذهب الى ابيه و اراد ان يستأذنه بالذهاب الى الجهاد فقال العجوز : لقد فرحنا لعودتك و تريد الآن ان تغادر مجددا . فقال حسان : ان كنتم تريدون سعادتي فلا تحولو بيني و بين الجهاد في سبيل الله .. فقال العجوز انا موافق بشرط ان توافق امك فذهب حسان الى امه و قال : امي اريد ان استأذنك بالذهاب للجهاد في سبيل الله . فقالت امه : يا حسان لقد فرحنا لعودتك و تريد الآن ان تغادر مجددا .. فقال : ان كنت تريدين سعادتي فلن تحولي بيني و بين الجهاد في سبيل الله ..
فقالت امه : انا آذن لك بشرط ان تكون شفيعا لنا يوم القيامة . انطلق حسان في طريقه الى الجهاد في سبيل الله ..
وماهي الا ثلاثة اشهر الا و قد تعلم حسان فنون القتال و برع فيها و اصبح يشارك فالاقتحامات و المعارك .
وقيل عنه : انه كان شجاعا لم تعرف شجاعتا مثلها قط .. لا يخالف فالله لومت لائم ..
وقال المجاهدين الذين كانو معه .. في يوم الايام كانت المعركة شديده حيث كانت هناك الطائرات و المروحيات وفي كل مكان كانت تقصف و كنا مختبئين وراء التلال .. وأخطأت القذائف و الصواريخ كل المواقع و ما أصابت الا حسان حيث كان يعتلي تله و يصرخ الله اكبر وتجمعت كل القذائف على موقعه فاذا به يتردى من اعلى التله الى الاسفل ..
فأسرعنا اليه فوجدناه مبتسما و يقول : يا صحبي اني اسمع اصوات الحور العين ينادينني من وراء الجبل ،، يقول : يا صحبي ان اسمع عرائس الجنة ينادينني ما وراء الجبل .. وأخذ يقولها حتى تلفظ بالشهادتين و وذهب الى لقاء وجهه الكريم .. في جنات عدن .. فيها من كل فكاهه و كل ما تشتهي .. في جنات عدن تجري من تحتها الانهر .. انهار من لبن و من عسل و خمر لذه للشاربين ..
هذه قصة حسان الذي كان يقول : ما خلقت النار الا لي .. ما خلقت النار الا لي ..
